”الصولد”.. خدعة إشهارية لاستهداف المواطنين

إنزال بشري على المحلات التجارية

موسم التخفيضات
موسم التخفيضات

تخفيضات تصل لـ 50 بالمائة لمختلف السلع

 

البلاد - حليمة هلالي - عرفت اليوم أغلب المحلات والمراكز التجارية إنزالا من قبل الزبائن بعد إعلانها بداية موسم التخفيضات الشتوية، حيث تزينت أغلب واجهاتها بملصقات مغرية ملونة بالأبيض والأحمر، تبرز أن التخفيضات وصلت من 20 إلى 50 بالمائة، في الوقت الذي تباينت آراء المواطنين حول مصداقية ونجاعة ”الصولد” في الجزائر.

كانت الساعة التاسعة صباحا عندما شرعت أغلب المحلات بالعاصمة بفتح أبوابها، وما وقفت عليه الجريدة الإقبال الكبير من قبل المواطنين الذين قدموا من كل أنحاء الجزائر، أين كانوا في انتظار استغلال فرصة التخفيضات لاقتناء ما يلزمهم من ملابس شتوية خاصة بالمحلات المعروفة، والتي تتوسط العاصمة، على غرار محلات بيع الملابس ذات العلامة العالمية مثل ” adidas” و«nike”و”zara ”و”شنال”، في حين تبقى الملابس التركية وحتى المحلية مقصد أغلب الجزائريين الذين ينتظرون فترة التنزيلات الموسمية، خاصة من ذوي الدخل المنخفض، وكذا المقبلات على الزواج من أجل تخزين ما يمكنهم من جهاز العروس.

«البلاد”، وفي جولة استطلاعية عبر شوارع العاصمة، وقفت على المحلات التي تزينت واجهاتها الزجاجية بلافتات تحمل إعلان تخفيضات بالبنط العريض، تصل إلى غاية 50 بالمائة في محاولات لإغراء الزبائن وجذبهم للدخول والتجول في أروقة المحلات التي تزينت بمختلف الملابس والأحذية، سواء الخاصة بالكبار أو الصغار.

وتبرز مظاهر انطلاق موسم البيع بالتخفيض الخاص بالفترة الشتوية  في الشوارع المعروفة بانتشار المحلات، على غرار الرويبة، باب الوادي، الشراقة، شارع العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، ساحة 1 ماي وحسبة بن بوعلي، وأيضا المساحات التجارية الكبرى التي تضم سلسلة من المحلات التي تحمل علامات عالمية، على غرار المركز التجاري بباب الزوار”و”أرديس”.

 

أغلب المحلات خفضت الأسعار إلى  حدود 50 بالمائة

وبلغت التخفيضات بمحلات الملابس ذات المركات العالمية ”كأديداس”و ”نايك” و«ريبوك”  حدود 40 إلى 50 بالمئة، فسعر الحذاء الرياضي الذي كان يقدر بـ 18 آلف دج أصبح يصل 7800 دج، أما الذي كان بـ 11000 دج أصبح في حدود 7500 دج، وعرفت هذه المحلات إقبالا من قبل الرجال الذين يغتنمون هذه الفرصة لشراء حذاء مريح ومن أجود الأنواع، حيث تتشكل طوابير طويلة للزبائن أمام واجهات المحلات، خاصة تلك المخصصة في بيع الألبسة الرياضية، وذلك إلى غاية أوقات متأخرة من الليل.

الأمر نفسه بالنسبة للأسعار الخاصة بالأحذية الشتوية، فقد بلغ سعرها  بداية من 1500دج إلى 5000 ألف دج، وصولا إلى 6000 ألف دج، مع العلم أن هذه الأسعار عرفت تنزيلات بعدما كانت تتراوح بين 4000 ألف و8000 ألف دج .

أما بالنسبة للحقائب الخاصة باليد، فقد تراوح سعرها، حسب أحجمها ومركاتها، وقدر سعرها بين 1000دج و 4000 دج.

وخلال جولتنا في أروقة المحلات التي عجت بالزبائن، أكدت لنا إحدى السيدات ”أن هذا ”الصولد” لم يعد يجذب أي مواطن، وبقي مجرد إعلانات ولافتات ميتة فشلت في إغراء وإقناع المستهلكين”، في حين أكد لنا أحد الزبائن بمحلات  ”أديداس” التي عرضت تخفيضات بـ50 بالمائة، أن أي تنزيل أو تخفيض في أسعار السلع يشعل مباشرة حمى التنافس على اقتنائها، حيث كانت هذه التنزيلات تستقطب إقبالا منقطع النظير عليها، وتتسبب في حشود وضغوط تفجر أحيانا اشتباكات، لكنها اليوم ورغم القدرة الشرائية المتدهورة للمواطن الجزائري، والتي تحتم عليه اللجوء لأي تخفيض أصبحت مواسم ”الصولد” بمثابة اللاحدث عنده، كما بدا لنا خلال جولة عبر الكثير من المحلات التجارية المشهورة بهذا التقليد، ولم تعد تستهويه اللافتات الكبيرة التي صار ينظر إليها كلافتات كاذبة وخداعة.

وصرح أغلب الزبائن، أن ”أغلب التخفيضات التي نراها وهمية وليست حقيقية، وهي تشمل عادة مخزون السلع البالية والتي تفتقد للنوعية ولم تعد قابلة للاستعمال، بينما السلع ذات الجودة لا تمسها التخفيضات إطلاقا، وهو ما يتنافى مع القواعد التجارية الحقيقية التي تتعامل بها الدول المحترمة”، في حين يرى بعض أصحاب المحلات أن التنزيلات تصاحبها فكرة  فرض شراء قطعة بسعر مخفض، وأخرى بسعرها الأصلي.

 

التخفيضات وهمية أم أنها الأسعار الحقيقية وتم تزييفها

استغرب أغلب المواطنين من الأسعار التي  تفقدوها عند إعلان بداية التنزيلات الموسمية، خاصة وأن اسعارها لم تختلف كثيرا عن ما كانت عليه سابقا، رغم أن أصحاب المحلات أكدوا أن التخفيضات وصلت إلى حدود 50 بالمائة، غير أن آخر قطعة في المحلات، والتي تعد رخيصة، بيعت بأزيد من 4000 دج وصولا إلى 2500 دج، سواء تعلق الأمر بالأحذية أو الأقمصة أو التنانير، وحتى الملابس الخاصة بالأطفال والتي تجاوزت في أغلب المحلات المعروفة حدود 2000 دج و1500 دج، في حين أن الأسعار خارج الجزائر، والتي تعرض تخفيضات حقيقية بـ50 بالمائة فإن سعرها ينخفض إلى أقل من 25 أورو بعدما كان سعر القطعة 50 أورو، أما القطعة التي كانت تباع بـ 100 أورو فتنزل إلى حدود 50 أورو.

ويؤكد أغلب الزبائن الذين تحدثوا إلينا، أن الإشهار الذي يقوم به التجار لمختلف أنواع سلعهم هو إشهار مزيف يكررونه مع كل موسم، والهدف منه هو التخلص من السلعة التي لا تباع، بينما يربطه البعض الآخر بفكرة التخلص من السلع القديمة لعرض الجديدة، بينما لم يكترث البعض الآخر بـ«الصولد”، ومثل هؤلاء يقومون بإخفاء سلعتهم التي لم تسوق ويعاودون عرضها الموسم القادم، بينما لا يدرك بعض البائعين الوقت الذي ينطلق فيه موسم التخفيضات، وهذا ما خلق حالة من الفوضى، فالكل يبيع حسب هواه، ويخفض متى يشاء.

 

تدافع وطوابير على مركز تجاري بعين الدفلى

وفي سياق آخر، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، فيديو وثق حالة توافد وإقبال مواطني عين الدفلى على أحد المراكز التجارية بالمدينة، حيث أظهر الفيديو التدافع الكبير بين المقبيلن على هذا الفضاء التجاري، بعد إعلان الأخير بداية موسم التخفيضات الشتوية.

وقد كان الزبائن مرابطون، حيث شهدت هناك طوابير وحشود من مختلف شرائح المجتمع تنتظر الفتح الرسمي. وبعد الإعلان عن فتح ”الصولد”، كان التدافع بين تلك الطوابير، وذلك من أجل اقتناء أشهر الماركات بأقل الأثمان.

 

تراجع سعر الدينار أثر على التخفيضات

أكد أغلب التجار أن السلع التي عرضت للزبائن تم اقتناؤها بالعملة الأجنبية، وبالتالي فإن التخفيضات الكبيرة ستؤثر على  ربح التاجر ورأس ماله بالدرجة الأولى، خاصة وأن سعر الدينار يعرف تراجعا كبيرا منذ سنة، ما يفرض على أصحاب المحلات  بيع منتوجهم بسعره الأصلي  في فترة التخفيضات بعدما كان يبيعها بزيادة تسعيرة تفوق سعرها الحقيقي بمرتين في الأيام العادية .

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الخميس.. امطار غزيــرة على هذه الولايات

  2. طقس الأربعاء.. أمـطار على هذه الولايات

  3. الكاف تعلن رسميا خسارة إتحاد العاصمة على البساط أمام نهضة بركان

  4. هذه أبرز مخرجات اجتماع الحكومة

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34305 شهيد

  6. التوقيع على مشروع ضخم بقيمة 3.5 مليار دولار بين وزارة الفلاحة وشركة بلدنا القطرية لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحليب

  7. قسنطينة.. تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات

  8. حول طلبات التقاعد.. بيان هام من "كاسنــوس"

  9. حج 2024.. بيان هام من الديوان الوطني للحج والعمرة

  10. دخول شحنة جديدة من  اللحوم الحمراء المستوردة