البلاد - زهية رافع - وقع المجلس الإسلامي الأعلى ورابطة العالم الإسلامي اتفاقية تسمح بمراجعة الخطاب الديني بين علماء الجزائر والسعودية بما يسمح بمواجهة الأفكار المتطرفة فضلا عن تبادل الخبرات والمنشورات الدينية التي كانت محظورة في الجزائر فضلا عن التجارب والمعلومات إلى جانب التعاون في تنظيم الفعاليات العلمية.
وتأتي هذه الاتفاقية على هامش الزيارة التي يقوم بها الأمين العام لرابطة العالم الإسلاميّ محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق له والتي تدوم اكثر من أسبوع بدعوة من رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله.
وتهدف هذه الاتفاقية الى “تبادل المنشورات والتجارب والمعلومات والبحوث العلمية خاصة في الشأن الديني والفكري” وكذا التعاون في تنظيم مختلف الفعاليات العلمية والمشاركة في ترجمة الكتب العلمية والثقافية والمقالات. كما تنص الاتفاقية على تشجيع العلماء والمفكرين على “تجديد الخطاب الديني ونشر الاعتدال وقيم التسامح والحوار” و«البحث في سبل مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب ونبذ خطاب الكراهية والعنف”.
وفي تصريح للصحافة عقب مراسم التوقيع، أوضح غلام الله أن الرابطة لها “امتداد ونشاط ونفوذ” في كافة أنحاء العالم، لذلك “تتطلع الجزائر للتعاون معها لإزالة الغموض وكشف الحجج الواهية التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين” وأضاف أن الهدف من هذه الاتفاقية هو التعاون بين المجلس والرابطة لإبراز القيم الحقيقية للإسلام موضحا ان العالم اليوم “يواجه استعمارا فكريا” يريد “إفراغ الأمة الإسلامية من قوتها وروحها الايمانية”، أشار الى أن هذا الاستعمار “يتكلم عن مبادئ الحرية وحقوق الإنسان والمرأة لكنه يخرقها ويستعملها لمصالحه”.
بدوره أبرز الأمين العام للرابطة السعودية ذات المرجعية الوهابية أن الاتفاقية الموقعة “تؤطر التعاون” الذي ستقوم به الهيئتان “لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي ومواجهة أفكار التطرف والإرهاب”، مشيرا الى أن “أيديولوجيا التطرف استفادت ووظفت الفراغ الذي كان سائدا”. كما تعمل هذه الاتفاقية على “مواجهة حملات الإسلاموفوبيا”.
وفي سياق آخر استقبـــل رئيس مجلس الأُمّة، عبد القادر بن صالح بمقرّ المجلس الأمين العالم لرابطة العالم الإسلاميّ محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق له بحضور بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلاميّ الأعلى واعتبر العيسي أن تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب منعطف هام في تاريخ الإنسانية يجب الاستلهام منها حيث بحث اللقاء إمكانيّات التّعاون والتّنسيق من أجل الدّفاع عن الدّين الإسلاميّ والمسلمين في العالم، اللذين صارا مرادفًا للإرهاب والتّطرّف...
من جهته، نوّه الأمين العالم لرابطة العالم الإسلاميّ محمد بن عبد الكريم العيسى، بسياسة الوئام المدنيّ والمصالحة الوطنيّة، واصفًا إيّاها بالمنعطف الهام في تاريخ الإنسانيّة والتي يجب الاستلهام منها من أجل إحلال الأمن والسّلم في العالمين العربيّ والإسلاميّ خاصّة، والعالم أجمع عامّة.
