أدى قرار الجزائر مؤخرا زيادة كمياتها المستوردة من بودرة الحليب الى تغير أسعار هذه المادة على مستوى الأسواق الدولية حيث عادت مؤشراتها للإرتفاع مجددا منعشة بذلك ارباح منتجي الألبان في اوروبا بعد ان ادى تقلص الطلب العالمي على الحليب الى إحتجاجات العام الماضي إنتشرت من خلالها صور المتظاهرين و هم يقصفون مبنى الإتحاد الأوروبي في بروكسل بكميات هائلة من الحليب الذي لم يجدوا له مشتريا
و تعد الجزائر ثالث أكبر مستورد لمادة الحليب على مستوى العالم ،فالجزائر تستورد ما يعادل 70 بالمائة من حاجياتها في مادة الحليب حيث يعد الفرد الجزائري من بين كبار المستهلكين لمادة الحليب على المستوى العالمي ،بحيث يستهلك ما يقارب 110 لتر سنويا ،بينما يستهلك التونسي 85 لتر و يستهلك المغربي 65 لتر..
و في الأسبوع الماضي صدرت دول الإتحاد الأوروبي 40 ألف طن من مسحوق الحليب كان معظمها موجها نحو الجزائر حيث حتمت الأزمة الأخيرة على السلطات إستيراد كميات إضافية الى جانب الطلبيات المودعة من قبل و هو ما إنعكس في نتائج مزاد الألبان العالمية .
و بلغ سعر الطن من مسحوق الحليب المنزوع الدسم 2047 دولار امريكي بإرتفاع نسبته 3 بالمئة في حين بلغ سعر الطن من مسحوق الحليب الكامل الدسم 3226 دولار امريكي بإرتفاع نسبته 0.2 بالمئة .
ووجدت الجزائر نفسها في الاسابيع القليلة الماضية في اوج ازمة ندرة في مادة الحليب تسببت في طوابير على مستوى المحلات بعد ان قلصت كمياتها المستوردة سنتي 2016 و 2017 تدريجيا لكن ذلك رافقته جهود غير كافية لتطوير الإنتاج الوطني رغم التدابير التي إتخذتها الحكومة لتشجيع منتجي الألبان فقد خصصت السلطات مثلا سنة 2016 ما يزيد عن 1.6 مليار دج لتشجيع إقامة مزارع كبرى لتربية الأبقار .
و من بين الأسباب الرئيسية لضعف إنتاج الحليب بالجزائر أن أغلب الأبقار الموجودة هي من النوع المتستعمل لإنتاج اللحوم و ليس الحليب ،بحيث أن هذا النوع من الأبقار لا يتجاوز إنتاجها اليومي للحليب عن 04 لتر ،بينما يبلغ إنتاج البقرة الحلوب كنوع Prim’Holstein قرابة 60 لتر يوميا و هذا النوع الأخير يحتاج في حالة تربيته في الجزائر الى كميات هائلة من الأعلاف لايمكن توفيرها في ظل ضعف إنتاج الحقول الجزائرية الا بإستيرادها بالعملة الصعبة من الخارج .