رفع طلبة قسم حفظ التراث بجامعة الدكتور يحيى فارس في المدية، الثلاثاء، أصواتهم مطالبين بـ "التحقيق في تلاعبات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي"، إثر حذف تخصص حفظ التراث وإقحام مدرسة بالعاصمة ضمن منظومة جامعية متخصصة.
يتواصل منذ 48 ساعة مقاطعة المئات من طلبة قسم حفظ التراث للامتحانات، وشملت الحركة الاحتجاجية المتواصلة، طلبة مختلف سنوات التدرج "ممتلكات ثقافية وعلم المتاحف"، بعدما صار نظراءهم الحائزين على شهادتي الليسانس والماستر على كف عفريت.
وبعدما ظلّت الوضعية معلّقة منذ إضراب 2014، يطالب طلبة القسم الوحيد من نوعه في الجزائر، بتحقيق مصالح "الطاهر حجار" في ما يسمونها "تلاعبات"، حيث يستغرب الطلبة إقدام دوائر الحلّ والعقد على حذف التخصص دون سابق إعذار، وجرى القذف بالمعنيين أمام الأمر الواقع.
وأشار طلبة قسم حفظ التراث إلى قيام الوصاية باستحداث مدرسة وطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها بالعاصمة، وهو ما أفرز السؤال الكبير: "ما جدوى إضافة عبئ، مع أنّ تخصص المدرسة يلقّن بجامعة المدية وظلّ يستوعب دفعات كاملة؟".
شهادة سرابية؟
يطرح طلبة قسم حفظ التراث بجامعة المدية، تساؤلات جدية عن مؤدى وجدوى الشهادات التي سيتحصلون عليها، طالما أنّ الكثيرين وجدوا أنفسهم مشطورين بين الإدارات الثلاث: التربية، الثقافة والوظيفة العمومية، ولم يخرجوا بإجابات مقنعة عن الملموس بشأن شهاداتهم التي يفترض أنّها تسمح لهم بمزاولة التدريس لمقررات التربية الفنية والاجتماعيات، مثلما تتيح لهم تبوأ مسؤوليات في مختلف هرميات قطاع الثقافة.
الطامة في الحكاية، أنّ المديرية العامة للوظيفة العمومية لا تزال ترفض شهادات قسم حفظ التراث لجامعة المدية، رغم تقديم الطلبة شهادة وصفية سلمتها لهم عمادة القسم.
وأمام بقاء دار لقمان على حالها، يشدّد ممثلو الطلبة على أنّ إضرابهم سيبقى مفتوحا، ولن يخوضوا أي امتحانات أو دروس إلى غاية تحويل السواكن إلى متحركات، وذلك يقتضي حسم الموقف من طرف وزراء التعليم العالي، الثقافة والتربية، بما يغيّر تعاطي إدارة الوظيفة العمومية.
